قلت: ألهذا وعد الله كل من ينصره بكفاية الله فقال تعالى:﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا
آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ
فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (البقرة:137)
قال: بل أخبر تعالى بأنه كفى رسوله a أمر المستهزئين، قال تعالى:﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ
الْمُسْتَهْزِئينَ﴾ (الحجر:95)
قلت: فما يكفينا الله؟
قال: كل شيء.. فكفاية الله لعباده شاملة لكل شيء، فالله هو
الذي يكفي عباده كل ما يهمهم من العظيم والحقير، ولهذا كان a إذا أوى إلى فراشه؛ قال: (الحمد
لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا؛ فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)[1]
وقد ورد في قصة الغلام مع الساحر والراهب: أنه كلما ذهبوا
به إلى مكان لقتله؛ قال: (اللهم اكفنيهم بما شئت)[2]
قلت: فهذا يدعو العارفين إلى الاكتفاء بالله.
قال: أجل.. ولذلك أخبر الله تعالى عن اكتفاء المؤمنين
بالله وبحفظ الله، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ
جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران:173)
قلت: ولهذا إذن ورد الدعاء بهذا الاسم في السنة، وقد أخبر a عن تأثيره العجيب في دفع
الضرر، فقال a
لفاطمة الزهراء : (إذا أخذت مضجعك فقولي: (الحمد الله الكافي،