قال: فبأي الأمراض أصبت أنت حتى أدلك على موضع الدواء.
قلت: لعلي مريض بجميعها.. لا أدري.
قال: فسر إلى هذه العيادات الأربع بصحبة معلمك، ففيها
أدوية الأوهام الأربع.
وهم
الضعف:
سرنا إلى القاعة التي يعالج فيها وهم الضعف، فقرأت على
بابه مكتوبا: (هذا وهم ينفخه الشيطان في النفوس التي تتصور الكون بصورة معادلات
رياضية، تتحكم في الله، ولا يتحكم الله فيها، فلذلك قد تنكر الخوارق، أو لا تنسبها
إلا للأنبياء والصديقين، أما من عداهم فهم تحت رحمة القوانين حلوة كانت أو مرة،
والتعامل معها ينبغي أن يكون بالسعي والاجتهاد لا بالسؤال والتواكل)
قلت للمعلم: إن هذا الكلام يحتوي على بعض الحق على الأقل،
فالله تعالى قدر للكون مقادير ثابتة ووضعه بنظام دقيق، كما قال تعالى:﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾
(القمر:49)
وأخبر أن ما ينزل من فضله ينزل بمقادير محددة، فقال تعالى:﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا
عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ (الحجر:21)
بل أخبر أن الغيث النازل نازل بمقادير دقيقة محددة، فقال تعالى:﴿ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ
تُخْرَجُونَ﴾
(الزخرف:11)
قال: ولكن مع ذلك، فإن الله تعالى رب القوانين، وهو الذي
يتحكم فيها، وليست هي التي تتحكم فيه، ولذلك من الخطأ اعتقاد عدم ربوبية الله على
القوانين، والله هو رب كل