قال: مع أهمية الدعاء وتأثيره الفاعل في تحقيق المطالب،
وفي بث السكينة في النفوس المضطربة، إلا أن وحي الشيطان لا يزال يتسرب إليك ـ أيها
المتألم لدائك ـ لينفخ فيك داء اليأس القاتل، ويبعدك عن جوار ربك القوي إلى جوار
نفسك القاصرة.
قلت ـ وقد تصبب مني العرق حياء ـ: أجل، وأستغفر الله..
فما المخرج؟
قال: لقد توصل أطباء هذا المستشفى ـ انطلاقا من القرآن
الكريم ـ إلى وضع أربعة أدوية تعالج الأوهام التي يبني بها الشيطان الأبراج التي
تحول بينك وبين الاستمداد من ربك.
قلت: أأنا الآن مريض بأربعة علل؟
قال: كل من رأى يده قاصرة عن الدعاء، أو لسانه خافتا
بالطلب، فهو مريض بأحد أوهام أربعة.
قلت: فما الأول؟
قال: وهم الضعف الذي يقول لك: (اعمل وراع الأسباب، فالكون
كله أسباب، لا مكان فيه للخوارق)
قلت: فما الوهم الثاني؟
قال: وهم المعارضة الذي يقول لك: (من أنت حتى تعارض مقادير
ربك، فقد جف القلم بما كان، ولن يؤخر دعاؤك، ولن يقدم)
قلت: فما الوهم الثالث؟
قال: وهم النقص الذي يقول لك: (الدعاء سلوى القاصرين، أما
الكمل، فليس لهم خيار مع ربهم، ولا يريدون إلا ما أراد:
وليس
لي في سواك حظ فكيفما شئت فاختبرني)
قلت: فما الوهم الرابع؟
قال: وهم اليأس الذي يقول لك: (كل الناس يرفعون أيديهم،
ولكن كل أيديهم ترجع