سمعت صوتا في القاعة يردد بصوت جميل: ورد في بعض الكتب الإلهية أن الله
تعالى يقول: (وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس، ولألبسنه ثوب المذلة
عند الناس، ولأخيبنه من قربي، ولأبعدنه من وصلي، ولأجعلنه متفكرا حيران يؤمل غيري
في الشدائد، والشدائد بيدي، وأنا الحي القيوم، ويرجو غيري، ويطرق بالفكر أبواب
غيري، وبيدي مفاتيح الأبواب، وهي مغلقة، وبابي مفتوح لمن دعاني)
قلت للمعلم: ما هذا؟.. أيتلى غير القرآن الكريم؟
قال: معناه موجود في القرآن الكريم، ألم يقل الله تعالى
موبخا المتكبرين الذين أصابهم ببلائه ليرفعوا أيديهم إليه طالبين نجدته، ولكن
كبرهم حال بينهم وبين ذلك:﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا
اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ((المؤمنون:76)
بل بين تعالى أن غاية البلاء المرسل على الخلق هو دعوتهم
إلى طرق أبواب الله، والاستمداد من فضله، ليكون ذلك سببا لاتصالهم بالله وعبوديتهم
له، فقال تعالى:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ
فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:42 ـ43)،
أي هلا إذ جاءهم بأس الله ورأوه في الدنيا تضرعوا ورجعوا إلى الله سبحانه وتعالى،
فعلموا أنه ربهم وإلههم ومولاهم، وأنه كما أنه قادر على نفعهم قادر على ضرهم،
فاستفادوا من ذلك بالعودة إلى الله، وطاعة رسله..