responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145

قلت: كيف؟

قال: لأنك إذا اضطررت إلى سؤال من لم يطلب منك أن تسأله قد يشق عليك السؤال خوفا من الرد.. ولكنه إن فتح لك المجال بطلبه حل عقدة لسانك بالسؤال.

قلت: لهذا ـ إذن ـ كان من رحمة الله ودلائل فضله أنه يحثنا على دعائه وطلب الحاجات منه، واعدا إجابة من دعاه وتحقيق سؤله، قال تعالى:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ (غافر:60)

قال: ليس ذلك فقط، بل اعتبر عدم رفع الأيدي بالدعاء نوعا من أنواع الكبر، فقال تعالى تتمة للآية التي ذكرتها:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (غافر:60)

قلت: لم كان عدم رفع الدعاء كبرا؟

قال: لأنه ناتج عن إعظام النفس لنفسها، فلم تر الله كفؤا لتسأله حاجاتها.

قلت: أتتجرأ النفوس على هذا؟

قال: وكيف لا تتجرأ.. والكبر ابن إبليس.. ألم يكن في وسع إبليس أن يقول ما قال آدم u طالبا مغفرة الله؟

قلت: بلى..

قال: فما الذي منعه من ذلك.. متحملا غضب الله في سبيل ذلك؟

قلت: الكبر الكاذب الذي امتلأت به نفسه.

قال: فهكذا من يرث من إبليس كبره.

قلت: لقد أدركت الآن سر قول الشاعر الصالح:

لا تسألنَّ بُنيَّ آدم حاجة

ولإضافة شطر

وسل الذي أبوابه لا تُحجَبُ

الله يغضب إن تركت سؤالَهُ

وبُنَيُّ آدم حين يُسأل يغضبُ

قال: أجل.. فترك الدعاء نوع من أنواع الكبر، أو درك من دركات الغفلة، وكلاهما

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست