القيامة)[1]، وقال a: ( لا يرد القدر الا الدعاء،
ولا يزيد في العمر الا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)[2]
قال: أجل ليكون ذلك زادا للمؤمنين المسلمين لله، ويكون
علاجا نافعا للغافلين المتوهمين.
قلت: فما البذرة التي أنبتت هذا الوهم؟
قال: كيف وأخواتها.
قلت: لم أفهم قصدك.
قال: هو سؤالهم عن الكيفية، وهي تعني البحث عن أمور لا
طاقة للعقل بفهمها أو للخيال بتصورها، فلذلك كان الكمال في التسليم للخبير لا
معارضته.
قلت: ولكن هؤلاء يقعون في خطأ عظيم، فهم يمارسون في حياتهم
العادية خلاف ما يقتضيه تصورهم لمسألة الدعاء.
قال: أجل.. فهم يأكلون إذا جاعوا، ويشربون إذا عطشوا،
ويتداوون إذا مرضوا، ولا يقول أحد منهم: إن ذلك معارضة للمقادير، ولو شئنا لقلنا
لهم: لماذا تفرون من الموت بأسباب الحياة التي تتفننون في الحرص عليها، ألا
تعارضون بذلك المقادير التي حددت آجالكم؟
قلت: فالدعاء سبب من الأسباب، لا يختلف عن سائر الأسباب التي يمارسها
كل البشر في جميع الأحوال.
قال: أجل.. هكذا أخبرت النصوص.
رأيت رجلا في تلك القاعة، قد التف حوله جمع من المرضى،
سألت المعلم عنه، فقال: هذا الغزالي، وهو ـ كما تعلم ـ من أطباء هذا المستشفى.