قال: ليس لذلك ضوابط محددة، ولو كانت هناك ضوابط لما اختلف
الناس في هذا الباب.
قلت: فالأمر يرجع إلام؟
قال: يرجع إلى الحالة الوجدانية.. أليس الدعاء علاقة
وجدانية بين الله وعبده، فقد يدفع العبد أحيانا، وبدون شعور إلى أن يسأل الله أمرا
معينا، فيسأل الله، وقد لا يشعر بذلك الدافع، فيكتفي بنظر الله.
وهم
اليأس:
سرنا إلى القاعة التي يعالج فيها وهم اليأس، فقرأت على
بابها مكتوبا: (هذا الوهم ناشئ عن علتين، إحداهما فطرية، والثانية مكتسبة)
قلت: بلى.. فالاستعجال صفة فطرية في الإنسان باعتبار عمره
القصير، وبسببها آثر العاجلة على الآجلة، والنقد على النسيئة، كما قال تعالى:﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ
الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا
لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً﴾ (الاسراء:18)
وبسببها طلب المشركون العذاب ليتأكدوا من صدق رسول الله a، قال تعالى:﴿ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ (العنكبوت:54)
قال: وقد أشار a إلى هذه العلة، واعتبرها حجابا بين
العبد واستجابة ربه له، فقال a: