(يستجاب لأحدكم ما لم يَعجَل فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي) [1]، فالله عز وجل لا يعجل بعجلة
ابن آدم، ولكن لكل قضاء عنده موعد.
قلت: فما علاج هذه العلة؟
قال: هنا أربعة رقاة مختصون في علاج هذه العلة.
قلت: أيدخل لهذا المستشفى الجن أيضا؟
قال: الجن خلق من خلق الله، وفيهم الصالحون، فما الذي يمنع
دخولهم؟
قلت: ويسكنون بني آدم.
ضحك، وقال: ولم يسكنونهم؟.. أضاقت عليهم الأرض حتى يسكنوا
الإنسان؟.. ما مناسبة هذه الأسئلة؟
قلت: لقد ذكرت الرقاة.
قال: الرقاة هم الأطباء الذين يعالجون هذه العلل.. انظر
لقد بدأوا في العلاج، فهلم نستمع إليهم.
قال الراقي الأول: أول ما يجرك من هذا الوهم هو تسليمك
الأمر لله في تحقيق المطلوب أو عدم تحقيقه، لأن الله أعلم بمصالح العباد منهم
بمصالح أنفسهم.
ويكون الإنسان في هذه الحالة كصبي صغير بين يدي والديه،
يطلب منهما كل ما يلوح لبصره، وقد يكون في بعض ما يطلبه داؤه وضرره، فيمنعانه لا
بخلا وشحا، وإنما حرصا ورحمة.
وهكذا، فقد يدعو الإنسان بما يتراءى له خيرا، غافلا عن
الشر المنطوي في ذلك الخير، والذي أعمته العجلة عن تبصره، ولهذا قال تعالى:﴿ وَيَدْعُ الْأِنْسَانُ
بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ