وجعل يقول ويكرر عليه: (من لك بلا إله إلا اللّه يوم
القيامة؟) قال أسامة: حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ[1].
رأيت جماعة من المرضى تبدو عليهم الكآبة يدخلون من أربعة
أبواب في ذلك الحصن، سألت المعلم عنهم، فقال: هؤلاء مساكين.. أصابهم رقاتكم بأنواع
من الكآبة.. ولكن الله هداهم، فجاءوا إلى هذا المستشفى ليغسلوا ما أصابهم من سوء
الفهم.. وما ملأ قلوبهم من العلل.
قلت: فهل ندخل معهم؟
قال: لا مناص لنا من ذلك.. فلا ينبغي أن تعود إلى قومك
بعلم لا تعرف تفاصيله.
الاستعاذة من الشياطين
دخلنا الباب الأول من أبواب هذا الحصن، وقد كتب على بابه
قوله تعالى:﴿
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾ (فاطر:6)
قلت للمعلم: ما سر تحذير النصوص من الشياطين؟
قال: الشيطان هو العدو الأول للإنسان، ألم يأب السجود
لأبيكم آدم u؟
قلت: ليس الشيطان وحده.. بل من معه من ذريته.. فإن قومي
يحذرون منه ويحذرون.. ولذلك تمتلئ بيوتهم بالمعوذات، ويكثرون بين الحين والحين من
زيارة الرقاة.
قال: أخطأتم.. أنتم تخافون الشيطان على دنياكم لا على
دينكم.. تخافون منه أن يصيبكم بالأمراض، أو يصيب أموالكم بالمحق.. أو يصيب ذراريكم
بالفقر.. وكأنه إله يوزع الأرزاق، لا شيطان يعلم المروق.