وقفة حزم واحدة للإنسان، وهو يخرب، ويحارب، ويكذب عليه.
قلت: أهؤلاء يكذبون؟
قال: أبشع الكذب.. ألم تسمع الحق تعالى وهو يقول:﴿
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ (الأنعام:21)
قلت: أهؤلاء يفترون على الله كذبا؟
قال: ويكذبون بآياته.
قلت: لا.. إنهم مؤمنون.
قال: يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض.
كان الغضب باديا على معلم السلام، وهو يتحدث.. لست أدري هل
يصيب جنسه من الخطأ حين الغضب مثلما يصيب جنسنا.. أم أنه معصوم الغضب، معصوم
الرضا؟
قال لي، وكأنه قرأ ما في عيني: لقد عجبت لغضبي.
قلت: كنت أراك هادئا كصفحة الماء التي لم تعكر.
قال: الغضب لله سنة رسول الله a.. ولا ينبغي أن نميت سنة رسول
الله a،
فقد كان a
إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم مساكم[1].
قلت: أجل.. وقد غضب a في مواضع.. ولم يكن غضبه إلا
لله.. ففي الحديث الصحيح أن رسول اللّه a قال لأسامة لما علا ذلك الرجل بالسيف،
فقال لا إله إلا اللّه فضربه فقتله، فذكر ذلك لرسول اللّه a، فقال لأسامة: (أقتلته بعدما
قال لا إله إلا اللّه؟ وكيف تصنع بلا إله إلا اللّه يوم القيامة؟)، فقال: يا رسول
اللّه إنما قالها تعوذاً، قال: (هلاّ شققت عن قلبه)