قال: سأذكر لك ثلاثة.. ورد في النصوص ذكرهم.. وورد في
النصوص الحث على الاستعاذة منهم.
قلت: من هم؟
قال: الشياطين، والسحرة، والحسدة.
قلت: لا أكتمك ـ يا معلم ـ فإن النصوص، وإن وردت بالاستعاذة
من هذه الأمور.. وضمنت تحصين الله لمن التجأ إليه منها إلا أن من قومي من يفتت
قلوبهم الخوف منها، وكأن ما وعدهم الله به لغو من القول أو مواعيد عرقوب.
قال: فابتدعوا لذلك بدعا كثيرة.
قلت: لست أدري هل يصح إطلاق هذا اللفظ في هذا المحل، أم
لا؟
قال: بل لا يصلح هذا اللفظ إلا في هذا المحل.. فإنهم هجروا
كلام الله الذي أمرنا بالاستعاذة به، وهجروا سنة رسول الله a، وملأوا الكتب والمصنفات
بخرافاتهم.. فرموا دين الله بالخرافة، وملأوه بالشعوذة.
قلت: يا معلم.. أنت تشتد في النكير عليهم.
قال: غيرة على دين الله.. فلم أر قوما يحرفون الكلم عن
مواضعه كما رأيت هؤلاء.
قلت: فهل قامت إدارة المستشفى بعلاج هذه الظاهرة؟
قال: ليست إدارة المستشفى وحدها.. بل إدارة المستشفى،
ووزارة الحياة.. ووزارة الحزم.
قلت: أكل هذه الجنود المجندة من أجل هذا؟
قال: ألم أقل لك: إن مدائن السلام تهتم بسلام الإنسان
كاهتمامكم بسلام العمران؟
قلت: بلى..
قال: فوزارات الحرب عندكم تشهر دباباتها من أجل مصالح
بسيطة، ولكنها لا تقف