قلت: ونقلوا عن الماوردي قوله: (لا
يقومون يوم القيامة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، يعني
الذي يخنقه الشيطان في الدنيا من المس، يعني الجنون) [1].
قال: هو لم يعدو ما ذكر أصحابه.
قلت: ونقلوا عن عبد الرحمن بن
الجوزي قوله: (قال ابن قتيبة: لا يقومون أي يوم البعث من القبور، والمس: الجنون،
يقال رجل ممسوس: أي مجنون) [2].
قال: أراهم يكررون نفس الكلام.. فما
الحاجة إلى كل هذه التطويلات؟
قلت: ليؤكدوا ما قالوا.. وليستدلوا
على الإجماع بسبب ذلك.
قال: فليفهموا ـ أولا ـ ما يقولون
قبل أن ينقلوه.. فإن كل ما قالوه صحيح لا يختلف فيه المسلمون جميعا سنتهم وشيعتهم
سنيهم ومعتزليهم.
قلت: لا.. المعتزلة يختلفون اختلافا
شنيعا مع أهل السنة في هذا، وقد جروا أنفسهم إلى سهام أهل السنة ورميهم لهم
بالبدعة.
قال: فما يقولون؟
قلت: ذهبوا إلى القول بعدم قدرة
الجن على التأثير في بدن الإنسان وصرعه له[3].
قال: أهذا ما ذهبوا إليه؟
قلت: لم يكتفوا بهذا، بل جروا إليهم
نفرا من أهل السنة.
قال: ومن هؤلاء المغفلون من أهل
السنة الذين تركوا أنفسهم في أيدي المعتزلة ليجروهم إلى البدعة!؟