قلت: من الأقدمين: محمد بن علي
القفال الشافعي المذهب، والبيضاوي وأبو السعود، وكلاهما من أصحاب التفاسير الذين
اختصروا كتاب الكشاف للزمخشري المعتزلي، ومن المحدثين الشيخ محمود شلتوت، والشيخ
طنطاوي جوهري، والشيخ أحمد مصطفى المراغي، والشيخ محمد الغزالي.
قال: هؤلاء من فحول العلماء، فكيف
يتسلط المعتزلة على عقولهم!؟
قلت: اسمع ما قالوا لتدرك ذلك..
يقول القفال في تفسيره للآية السابقة: (إن الناس يضيفون الصرع إلى الشيطان وإلى
الجن، فخوطبوا على ما تعارفوا من هذا، وأيضاً من عادة الناس إذا أرادوا تقبيح شيء
أن يضيفوه إلى الشيطان كما في قوله تعالى:﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ
الشَّيَاطِينِ﴾ (الصافات:65)) [1].
قال: هذا رأي ذهبوا إليه.. ولهم في
اللغة ما يدل عليه.. ولو أني أرى أن القرآن الكريم أعظم من أن ينقل خرافة جاهلية..
قلت: فأنت مع المؤيدين إذن؟
قال: لأي شيء؟
قلت: لدخول الجني في الإنسي وصرعه
له.
قال: وهل نص القرآن الكريم على ما
ذكرت.. وهل قال من قال من المفسرين الذي ذكرت أقوالهم ذلك؟
قلت: أجل.. وهو ما يستند إليه
الرقاة في جهادهم لتخليص الإنس من استعمار الجن.