قال: فهل المس في لغة القرآن الكريم
ولغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم يعني الدخول.
قلت: لا.. ولكنه قد يعنيه على سبيل
المجاز.
قال: والأصل في اللغة الظاهر لا
المجاز.. هل ورد هذا اللفظ مرتبطا بالشيطان في غير هذا الموضع؟
قلت: بلى، فقد قال تعالى
عن حال المتقين إذا تعرضوا لمس الشياطين:﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا
مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾
(لأعراف:201)
قال: فلم لم يقل الله تعالى:
(إذا مسهم
طائف من الشيطان ذهبوا إلى الرقاة ليخرجوه منهم)
وهل تتصور أن هؤلاء الأتقياء الذين
ذكرهم الله تعالى يتخبطون من المس الذي أصابهم به الشياطين.
قلت: لا.. بل أرى أنهم أعظم شأنا من
ذلك.
قال: قل لي: أنتم تدرسون خصائص
الأنبياء.
قلت: أجل.. فمن صفاتهم الأمانة
والصدق والتبيليغ والفطانة، ومن خصائصهم..
قاطعني، وقال: هل يمكن أن يكون
النبي مجنونا؟
قلت: هذا عظيم.. كيف تقول هذا، فهذا
من المنفرات.. والنبي أذكى الأذكياء وأعظم العباقرة، فكيف يكون مجنونا؟
قال: رقاتكم يقولونه.
قلت: كيف.. لم أسمعهم يقولون هذا..
ولو قالوه لرماهم الناس بالحجارة.
قال: ألم يقل الله تعالى:﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا
أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ