وَعَذَابٍ﴾ (صّ:41).. فقد
ذكر أن الشيطان مسه.. والمس عند رقاتكم يعني الدخول والصرع والتخبط.. وقد فسرتموه
بالجنون.
قلت بيني وبين نفسي: هذا صحيح..
فكيف غاب عن بالهم هذا؟ ولكن كيف تفسر علاقة المس بالتخبط الذي ورد في القرآن
الكريم؟
قال: ذلك شيء بسيط.. وسأضرب لك
مثالا لتوضيحه.
قلت: هات.. فبالمثال يتضح المقال.
قال: سمعتكم تتحدثون عن مرض تسمونه (الحساسية)
قلت: أجل.. فبعض الناس لا يطيقون
أشياء معينة، فتصيبهم لأجل ذلك علل قد لا تصيب سائر الناس.
قال: مثل ماذا؟
قلت: لعل أقرب مثال لذلك القطط.
قال: ما بها؟
قلت: فمع أنها من الطوافين علينا
والطوافات[1]، إلا أن بعض الناس تصيبهم
بالحساسية.
قال: أي أنهم يصيبهم التخبط كلما
رأوا القطط.
قلت: ليست الرؤية وحدها.. هناك
أشياء أخرى فقد أوردت وكالات الأنباء أن فريقا من الباحثين الفرنسيين نجح فى عزل
الجين المسئول عن الحساسية التى تسببها القطط المنزلية لأصحابها..
قال: ألهذه الدرجة تهتمون بهذا؟
[1] نص الحديث:(إنها ليست بنجس إنها من الطوافين
عليكم والطوافات) رواه مالك وأحمد وابن حبان والترمذي، وقال: حسن صحيح.