قال: معاذ الله.. فرسول الله a أعظم شأنا من أن يتسلط عليه
الشيطان.
قال المحدث: فما وجه استدلالهم بالحديث؟
قال: هم يستدلون بقوله: (يتخبط)
قال المحدث: ولكن رسول الله a قال: (يتخبطني)، ولم يقل: (يتخبط)، فلم يحرفون الكلم عن مواضعه؟
قال: لقد ذكر رسول الله a ذلك لنذكره نحن.. ومنه
استغفاره a
مع عصمته، ومع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
قال المحدث: فلم خص رسول الله a الموت بالاستعاذة من تخبطه..
وهل يخاف الإنسان على صحته وهو مقبل على الموت؟
قال: فما تقول أنت؟
قال المحدث: التخبط الذي يريده a في هذا الحديث هو الوساوس
التي يلقيها في قلب الإنسان..
قاطعه، وقال: فلماذا لم يستعذ من الوساوس مطلقا.. ولم خص
ذلك بالموت؟
قال المحدث: لأن الشيطان يدخر أعظم وساوسه للحظة الموت،
ولهذا كان a
يسأل الله حسن الخاتمة..
وقد ورد في الحديث أن رسول اللّه a كان يقول عند النوم: (باسم
اللّه، أعوذ بكلمات اللّه التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين
وأن يحضرون)[1]
[1] أبو داود والترمذي
والنسائي وقال الترمذي: حسن غريب.