الله a لسان حرملة، وقال: (اللهم اجعل له لساناً صادقاً وقلباً
شاكراً وارزقه حبي وحب من أحبني، وصير أمره إلى خير)، فقال له حرملة: يا رسول
الله، إن لي إخواناً منافقين، وكنت رأساً فيهم، أفلا أدلك عليهم، فقال رسول الله: (من
جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على ذلك فالله أولى به، ولا
تخرف على أحد ستر)[1]
الحديث الثالث:
قال آخر: فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي والطبراني
والحاكم أن رسول الله a كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم، والغرق
والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك
مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاً)
والحديث صحيح الإسناد، صححه الحاكم ووافقه الذهبي[2]، والألباني[3] وقال الشيخ عبد القادر
الأرناؤوط: وإسناده حسن[4]
قال المحدث: فما موضع الاستدلال في هذا الحديث؟
قال: قوله a: (أن يتخبطني الشيطان عند الموت)، ففيه دلالة واضحة على
المس الحقيقي.. وقد استدل بهذا الحديث على إثبات صرع الشيطان للإنسان غير واحد من
أهل العلم[5].
قال المحدث: فهل كان a يخاف أن يصيبه الصرع عند الموت، فلهذا استعاذ بالله من
[5] انظر تفسير القرطبي
3/355، فتح القدير للشوكاني 1/295، برهان الشرع ص 129، وحيد الدين بالي: وقاية
الإنسان من الجن والشيطان، دار البشير -القاهرة- ص 61.