الناس، كما قال تعالى عنه:﴿ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي
صُدُورِ النَّاسِ﴾ (الناس:5)، وكما ورد في الحديث: (إن الشيطان واضع خطمه
على قلب ابن آدم، فإن ذكر اللّه خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس)[1]
فلذلك ـ إن صح الحديث ـ فقد زجر رسول الله a الشيطان عن صدره ليكف عن
وسوسته.. ولكن ذلك مرتبط بحالة معينة، وفي وقت معين.. لأن الشيطان لا ييأس من ابن
آدم.. وإلا فأجبني: هل صار عثمان بن أبي العاص معصوما بما فعل معه رسول الله a؟
قال: لم يكن معصوما.. بل إنه وفد على رسول الله a في وفد ثقيف.
قال المحدث: فقد أجبتني.. لقد كان ـ كما يقول المؤرخون ـ
حدثا، وأسلم عام أسلمت ثقيف، أي في آخر حياة رسول الله a.. أي أنه ـ بموقفه هذا ولجوئه
إلى رسول الله a
لأجل هذا ـ لم يكن يعلم بما حض عليه الشرع في هذا الباب من الاكتفاء بالاستعاذة
وذكر الله، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ (لأعراف:201).. وإلا،
فكيف لم يصدر هذا من الصحابة الكبار.. بل والصغار !؟
قال: فما تقول في ضرب رسول الله a يده على صدره.. أليس ذلك من
السنة؟
قال المحدث: لا.. لقد نبع الماء من بين أصابعه a، فهل كان ذلك من السنة.
قال: تلك معجزة له a.
قال المحدث: فقد وضع رسول الله a يده على الجذع لما حن فسكن،
وأمسك بلسان بعض المنافقين، ودعا له فأصبح مؤمنا، كما في حديث حرملة بن زيد
الأنصاري حين جلس بين يديه، وقال: يا رسول الله، الإيمان هاهنا، وأشار بيده إلى
لسانه، والنفاق هاهنا، ووضع يده على صدره، ولا نذكر الله إلا قليلاً، فسكت رسول الله
a، وردد ذلك حرملة، فأخذ رسول