responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 31

فأخذت المروحة أروحه فقال لي: (كيف يجد روح المروحة من جوفه يحترق من داخل؟)

وكان عابد المصيصة يستشعر هذه المعاني حين رأى نفسه ملكا يلتذ بها، قال علي بن الحسن: كان رجل بالمصيصة ذاهب نصفه الأسفل لم يبق منه إلا روحه في بعض جسده، ضرير على سرير مثقوب فدخل عليه داخل فقال له: كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: (ملك الدنيا، منقطع إلى الله عز وجل، ما لي إليه من حاجة إلا أن يتوفاني على الإسلام)

قال لي المعلم: أتعلم سر استغراق هذه المشاعر للوجدان جميعا؟

قلت: ما سر ذلك؟

قال: الحب هو أعظم المشاعر الوجدانية التي تستغرق الكيان، فتمنعه من التفكير في غيره، بل لا شيء يساوي الحب في هذا الدور، فلذلك كان أعظم شاغل عن البلاء هو استعماله دواء لقهر وساوس الداء.

قلت: لكن قومي يعرفون الحب أكثر مما يعرفون غيره.

قال: هم يعرفون الحب المدنس.. لا المقدس.. فلذلك يغرقون في دنسه، وفي مستنقعاته.

قلت: فما الحب المقدس؟

قال: هو حب واحد..

قلت: فما هذا الحب الواحد؟

قال: حب الواحد.. فحب كل ما عداه داء وألم، ألم تسمع قول العارف الذي عبر عن اجتماع كل الآمال والأهواء واللذات في حبه لله؟

قلت: تقصد قوله:

كانت لقلبي أهواءٌ مفرّقة

فاستجمعَتْ مذْ راءَتك العين أهوائي

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست