قال: الغارقون في بحر هذا الحب لا يرون غير محبوبهم، وهو
لا يغيب عنهم أبدا.. هم يصيحون في كل حين بما قال حاديهم:
تَملَّكتموا عقلي وطرفِي ومسمَعي
|
|
وَرُوحِي وأحشائِي وَكلي بأجمَعي
|
وتيّهتُمونِي فِي بديع جَمالِكُم
|
|
وَلَم أدر فِي مَجرَ الهَوَى أَينَ مَوضعي
|
وأوصَيتُمونِي لا أبوح بسرِّكُم
|
|
فباحَ بِما أُخفِي تفيضُ أدمعي
|
ولَمَّا فَنَى صبري وقلَّ تَجلُّدي
|
|
وفارَقَنِي نَومِي وحُرِّمَت مضجعي
|
أتَيت لِقاضي الحُبِّ قُلتُ أحبِّتِي
|
|
جَفَونِي وقَالُوا أنت فِي الحُبِّ مدَّعي
|
وعندي شهودٌ للصَبابةِ والأسا
|
|
يزكُّونَ دعوايَ إذا جئتُ أدَّعي
|
سُهادي وَوَجدي واكتئابِي ولوعتِي
|
|
وشوقي وسقمي واصفراري وأدمعي
|
ومن عجبٍ أَنِّي أَحنُّ إِلَيهِم
|
|
واسألُ شوقاً عنهم وهمُ معي
|
وتبكيهُم عينِي وهم فِي سوادِها
|
|
ويشكو النَّوى نبِي وهم بين أضلُعي
|
فَإِن طَلبونِي فِي حُقوقِ هَواهُم
|
|
فإنِّي فَقِيرٌ لا عليَّ ولا معي
|
وَإِن سجنونِي فِي سجونِ جفاهُم
|
|
دخَلتُ عليهم بالشفيعِ المُشَفَّع
|
لقد قال بعضهم: رأيت جارية حبشية فقلت: من أين؟ قالت: من
عند الحبيب قلت: وإلى أين؟قالت: إلى الحبيب قلت: ما تريدين من الحبيب قالت:
الحبيب.
وعندما تعجب بعض أصحاب معروف من كثرة مجاهداته في الله
سأله: (أخبرني يا أبا محفوظ أي شيء هاجك إلى العبادة والانقطاع عن الخلق؟ فسكت
فقال: ذكر الموت، فقال: وأي شيء الموت؟ فقال: