قال: (إن كان بصرك لما به ثم صبرت واحتسبت لتلقين الله عز
وجل وليس لك ذنب)[1]
قال: ولكن هذه البشارة العظيمة لها فئة محدودة.
قلت: وكيف عرفت ذلك.. هل اطلعت على قوائم أهل الآخرة فترى
من يعفى منهم من الحساب؟
قال: أنا أضعف من أطلع.. ولكن الله أطلعنا.
قلت: أين؟
قال: ألم تقرأ قول رسول الله a: (عُرِضَت عليَّ الأمم، فرأيت
النبي ومعه الرهيط[2]، والنبي ومعه الرجل والرجلان،
والنبي وليس معه أحد، إذ رُفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى
وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق
الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير
حساب ولا عذاب)، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله a، وقال بعضهم: فلعلهم الذين
وُلِدوا في الإسلام فلم يُشركوا بالله شيئاً-وذكروا أشياء- فخرج عليهم رسول الله a فقال: (ما الذي تخوضون فيه؟)
فأخبروه فقال: (هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون)[3]
قلت: إذن هم سبعون ألفا.. هو عدد لا بأس به.
قال: وقد ذكرهم رسول الله a بأوصافهم ليتنافس في الوصول
إلى درجاتهم.
قلت: أجل، فهم الذين لا يطلبون من أحد أن يرقيهم أو
يكويهم، فهم لا يسألون أحداً إلا الله، حتى في ساعات الضعف والمرض.