قال: نحن لا نسعى
لأن نحذف سن الشيخوخة من أعمارنا.. فذلك ليس لنا، فقد قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ
شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾(النحل:70).. ولكنا نسعى للتخفيف
على شيخوختنا حتى لا تبكر، وحتى لا تؤذينا.
قلت: صدقتم.. فهل
عرفتم من أسباب الشيخوخة ما دلكم على سبل تفاديها؟
قال: هناك دراسات
مهمة وكثيرة في هذا المجال.. وتركز الأبحاث الأخيرة ـ خصوصاً ـ على دور الجزيئات
المدمرة المعروفة بالجذور الحرة، وهي تتولد غير المستقرة في الجسم أثناء العمليات
التي تولّد الطاقة، وهناك دليل على وجودها في خضم عملية الشيخوخة.
قلت: فما تأثير هذه
الجذور في الشيخوخة؟
قال: على مر السنين،
يمكن أن تسبب الجذور الحرة حدوث خلل في الجسم، مما يؤدي إلى ازدياد القابلية
لمختلف الاضطرابات والظواهر الخارجية للشيخوخة.
قال آخر: من آثار
الجذور الحرة تلف جدران الخلايا، مما يعرض الجسم إلى مرض القلب والسكتة الدماغية..
ومنها تلف الآلية الداخلية للخلايا مما يؤدي إلى تلف جيني واستعداد محتمل
للسرطان.. ومنها انخفاض وظيفة المناعة مما يؤدي إلى استعداد أكبر للالتهاب، وتزايد
مخاطر السرطان والالتهابات مثل التهاب المفاصل الرثياني.. ومنها تلف البروتينات في
الجلد مما يؤدي إلى فقدان قدرة الجلد على المط وازدياد تجاعيده.
قلت: فما الذي
ينقذنا من هذه الجذور الخطيرة؟
قال: لقد زود الله ـ
بفضله وكرمه ـ الجسم بطرق عديدة للتعاطي مع الجذور الحرة.. فالجزيئات التي تعرف
بالمواد المقاومة للتأكسد يمكن أن تتصدى للجذور الحرة في الجسم.
وهكذا تتحدد الشيخوخة
لدرجة معينة بالتوازن النسبي بين الجذور الحرة والمواد المقاومة للتأكسد، فكلما
ازدادت نسبة المواد المقاومة للتأكسد على الجذور الحرة بطأت