responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115

بك تتحرى معي كما تتحرى الشرطة مع المجرمين.

قال: لا.. أنت فهمتني خطأ.. أنا أسأل عن حاجتك لأقضيها على كمالها.. ولا يمكنني أن أفعل ذلك ما لم أعرف التفاصيل التي تدلني على طريق خدمتك.

قلت: اعذرني.. فقد استفزني الغضب.. فلا زالت جذور الصراع التي نبتت بين قومي تمدني كل حين بمادتها.

قال: لا بأس عليك.. فأهل السلام لا يثيرهم أهل الصراع.

قلت: أأنت من أهل السلام؟

قال: أجل.. بحمد الله ومنته.. فقد تخرجت من جامعتها.

قلت: تخرجت من جامعتها.. ثم تحمل هذا الفأس.. لم لم تصر مديرا أو وزيرا في مدائنها!؟

قال: ألم يخبرك معلمك بأن مدائن السلام لا يتمنى أهلها ما تتمنون من المناصب؟

قلت: ألم تتمن من المناصب إلا أن تصير فلاحا تحمل الفأس والرفش.. ما أدنى همتك!؟

قال: ليس في هذا علو همة أو دنو همة.. فالهمة محلها القلب لا الجوارح.. فالقلب الساكن إليه الراضي به المتطلع لما في يده لا يهمه أن تشتغل جوارحه بالفأس أو بغيره.

قلت: فلم اخترت الفأس على غيره؟

قال: لقد رأى الله في الحب لما تمتلئ به الأرض من أصناف الأعشاب والنباتات.. ورأى في بجانب ذلك حنانا ورحمة فائضتين على الخلائق المتألمين.. فدلني برحمته وفضله على البحث في الأرض عن أسرار الشفاء.

قلت: أأنت تعمل بهذه المدائن إذن؟

قال: أجل.. وقد اختارني أهلها لإدارة مزارع الشفاء.

نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست