قلت: أهذه مزراع الشفاء.. وأنت مديرها!؟
قال: بل أجيرها.. فالمدير في مدائن السلام أجير قد كلف بوظيفة التسيير.. لا المدير الذي تعرفونه في مدائن الصراع!؟
قلت: ولكن كيف تحمل هذه الفأس؟
قال: ألم أقل لك: إني أجير.. ووظيفتي تستدعي هذه الفأس؟
قلت: فما تعمل بها؟
قال: أرعى النباتات، وأوصل لها ما كتب الله لها من رزق، لأقطف منها بعد ذلك ترياق الشفاء.
قلت: أي النباتات تعتمدون في علاجكم للمرضى في هذا القسم؟
قال: نحن نعتمد نباتات كثيرة.. كثيرة جدا، منها ما تعرفه، ويعرفه قومك، وأكثرها لا تعرفه، ولا يعرفه قومك.
قلت: فكيف اهتديتم إليها؟
قال: ذلك شأن آخر.
فجأة سكت، وطلب مني السكوت.. وإذا به ينظر إلى السماء، ويتمتم بكلمات لم أفهمها.
ظننت الرجل مخبولا.. لكني صبرت حتى انتهى من تمتمته، وقلت: أهذه الحالة التي تأتيك قديمة أم جديدة؟.. ولم لم تلتمس علاجها؟
قال: أي حالة؟
قلت: ما رأيتك تفعله الآن من نظرك إلى السماء وتمتمتك.
قال: لقد جاءتني مكالمة عنك..
قلت: أما رأيته هو مكالمة.. لم أرك تخرج جوالك.. أم أنك تخبئه في سترتك!؟