قالت: يجب أن لا
أغلى في الماء، بل يصب الماء الغالي فوقي، ثم يصفى ويؤخذ.
قلت: لم؟.. وهل
يؤذيك غليك في الماء؟
قالت: لقد أثبتت
الفحوص الأخيرة بأن هذه الطريقة أحسن الطرق لاستخراج أكبر كمية ممكنة من مادة
الأزولين وغيرها من المواد النافعة الأخرى التي وهبها الله لي.
قلت: ألا يؤذيك صب
الماء الحار عليك؟
قالت: نحن مسخرون في
طاعة الله.. فلذلك لا نشعر بالحرارة والبرودة ولا نتألم لهما.
قلت: فما الذي
يغيبكم عنهما؟.. ألك ألبسة واقية؟
قالت: لنا لباس لا
يعرفه قومك.
قلت: ما هو؟.. لعلني
أنصحهم به.
قالت: الحب..
قلت: ذاك ما يحسن
قومي.
قالت: هم يحسنون
الحب المدنس.. أما نحن فنسبح في بحار الحب المقدس.
الزعتر:
ما إن ابتعدت قليلا
عن البابونج حتى شممت رائحة الزعتر[1]، وهي تناديني بصوت عذب: تعال.. لتعرف أسرار النبتة
التي جعلها الله غذاء وشفاء.
قلت: صوتك صوت
جميل.. ورائحتك في الطعام لذيذة.
قالت: ورائحتى على
الصحة أجمل من ذلك كله.. فتعال أخبرك عنها.
[1] الزعتر: هو السعتر ويسمى
الصعتر، وهو نبات مشهور من الفصيلة الشفوية، ويكثر بصفة عامة في دول حوض الأبيض
المتوسط، ويطلق عليه صفة مفرح الجبال لأنه يعطر الجبال برائحته الذكية.
واسمه
العلمي Thymus
Vulgaris، والجزء الطبي المستعمل منه: الفروع
المزهرة،والأوراق، وهو من التوابل، وله رائحة عطرية قويةوطعم حار مر قليلاً، وله
نوعان: بريونوع آخر يزرع.