قالت: الواحد.. لأنه
يتكرم مما يملك.. أما نحن، فلا نملك شيئا حتى نتكرم به.. حقق التوحيد.. ولا تلتفت
للعبيد.
قلت: لقد جعلكم الله
وسائط لكرمه.. فحدثينا عما بث فيكم من البركات.
قالت: أما إن قلت
هذا.. فلا بأس.. وسأذكر لك من فضل الله ما يرغبك في وفي اخواتي من بنات الحقول.
قلت: ما علمتكن إلا
كريمات.. فحدثيني.
قالت: لقد ذكر داود
الإنطاكي أني أفتح السدد، وأذهب أمراض الصدر كالربو وقرحة الرئة، وأمراض الكبد
كالاستسقاء واليرقان والفالج واللقوة والكزاز والنافض والضربان البارد.
وقال عني ابن سينا:(يحبس
كل سيلان.. ويقمع الصفراء المنصبة داخل الأحشاء، وينفع من السعال الحار، ويحبس
القيء، ويخفض السكر)
وقد استعمل أوراقي
لصقة لإزالة الورم وتسكين الألم، كما استخدمها كشراب مغلي لمعالجة الدوالي.
قلت: لقد عرفك العرب
إذن، بخلاف الشوفان الذي جهلوه.
قالت: لقد عرفني
الناس من زمان قديم، فقد كنت وما زلت بجميع أقسامي، أتمتع بصفات طبية ومتنوعة، فقد
عرفني المؤرخ الروماني بلين في القرن الأول بعد الميلاد حيث استعمل أوراقي لمعالجة
تقرحات كان يشكو منها في فمه.
قلت: والمحدثون..
قومي المحدثون.. فإني أحن لما عرفوا.
قالت: لقد عرفت
كمهدئ ومسكن لآلام المعدة منذ عصر النهضة، وقد بدأت أزهاري تأخذ مكانها في
الصيدليات، وأصبحت أستخدم كمنشطة للقلب، ومضادة للصرع، ولجميع أنواع إصابات
التشنج.