قالت: لقد ذكروا أني
مهدئة للأعصاب، ومسكنة للمغص والسعال، ومنشطة للهضم ومدرة للبول، وأني أفيد
للولادة ولإدرار اللبن.. وأن مغلي شرابي الساخن يسكن المغص المعوي عند الرضع
والأطفال والكبار، كما ينفع في طرد الغازات، كما يفيد في نوبات الربو، وأدخل في
كثير من أمزجة الكحة، كما أفيد في بعض أنواع الصداع، وضيق التنفس.. وأنا منبهة
قوية للجهاز الهضمي وفاتحة للشهية.. وأني من الأعشاب الجيدة في إخراج البلغم.
قلت: كيف تستعملين
في هذا كله؟
قالت: تؤخذ ملء
ملعقة صغيرة إلى ملعقتين وتجرش، وتضاف إلى ملء كوب ماء سبق غليه، ويترك لمدة ربع
ساعة، أو نحوها، ثم يصفى ويشرب، ويؤخذ كوب في الصباح، وكوب آخر عند النوم.
أطباء
في الحقول
خرجت من صيدلية
الأعشاب، وقد كانت الأعشاب والأشجار والشجيرات تناديني بألسنة عذبة تطلب مني
الاستماع إليها لتروي ما وضع الله فيها من أسرار الشفاء.. ولكني أكملت العشرة..
وبمجرد إكمالها جاءني مدير المزرعة بهيئته وتواضعه، فقلت له مبادرا: دعني أزيد
عشرة أخرى.. فللحديث مع هذه الأعشاب لذة لا تعادلها لذة.
قال: لا.. أنت محكوم
بقوانين أهل السلام.. ولا مناص لك من تنفيذها.. فإن أردت المزيد.. فاذهب للعلماء
في أرضك يعلمونك.
قلت: لا.. أنا أرضى
بتعليم هؤلاء.
قال: أنت لم تدخل هذه
الديار لتتعلم العطارة.. ولكنك دخلتها لتتعلم السلام.. فإن أردت العطارة، فاذهب
إلى معلم العطارين.