responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 168

قال: هذا جمع من الفقهاء والأطباء يتناصحون فيما بينهم في الدستور الذي ينظم وظيفة الطبيب، ويجعلها رحمة للمريض.

فجأة.. وجدتهم تفرقوا على أربعة أقسام، فسألت صاحبي: ما بالهم.. أدخل الشيطان فيما بينهم ففرق جمعهم، وشتت صفوهم؟

قال: لا.. لا يدخل الشيطان المجالس العامرة بذكر الله.. الشيطان يحب المجالس التي تنتفخ فيها الأنا.. فيغذيها الصراع.

قلت: ولكن ما بالهم تفرقوا.. أم أن عيني هل التي أصابها الصراع ففرقت وحدتهم!؟

قال: لقد تفرقوا.. كما تتفرقون أنتم إلى لجان عمل.

قلت: وهؤلاء؟

قال: تفرقوا إلى لجان.. تختص كل لجنة بالبحث في ناحية معينة من النواحي التنظيمية لوظيفة الطبيب.

اقتربت من أقرب لجنة لي، وأصخت بسمعي، فإذا بأحدهم يقرأ بصوت جميل قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ (طـه:114)، ثم يعقب على ذلك بقوله: نعم.. يا إخواني.. لا بد أن نستزيد دائما من العلم.. فالأمراض كل يوم تنزل.. والأدوية تنزل معها.. وقد أقامنا الله في هذا الثغر الذي نحرس فيه قلاع الجسد من أن يداهمها العدو.. فإن قصرنا سرى هذا التقصير لجميع مناحي الحياة..

قال آخر: صدقت.. ونحن في عملنا هذا لا نقل عن الفقهاء شأنا.. فإن هم حرسوا الدين.. فنحن نحرس الثغور التي لولاها لم يقم الدين.. ألم تسمعوا ما قال الشافعي:(إنما العلم علمان: علم الدين، وعلم الدنيا.. فالعلم الذي للدين هو الفقه، والعلم الذي للدنيا هو الطب)

وقال ـ مبينا فضل هذا العلم الذي وفقنا الله لدراسته ـ:(لا أعلم بعـد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه)

نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست