قال: يسمونه هنا (مصانع الشفاء)
قلت: فيه آلات إذن.
قال: أجل.. من كل الأنواع.. وهو قسم لا يلجأ إليه إلا للضرورة القصوى.
قلت: فالأدوية الكيمياوية تصنع في هذا القسم؟
قال: أجل.. ولكنها تظل آخر المراتب، فلا يلجأ إليها إلا كما يلجأ المضطر لأكل الميتة.
قلت: لم؟
قال: لغرابتها عن حققة الإنسان.. فطبيعة الإنسان تأبى التصنيع، وتأنف الابتداع.
قلت: ولكن أساسها قد يكون من الطبيعة.. بل هو من الطبيعة.
قال: ولكنه يمزق عن أصله.. فيشوه خلقه، ويكدر صفوه.
قلت: فما هو القسم الرابع؟
قال: هو ما يطلقون عليه:(مناسج الشفاء)
قلت: أينسجون فيه الثياب، أم الأكفان؟
قال: لا.. في هذا القسم يعامل الجسد كالثوب.. فيرقع ويقطع وينسج.
قلت: فهمت.. تقصدون به العمليات الجراحية.
قال: أهل هذا المستشفى يحبون صناعة النسيج.. لأنها صناعة ترمز إلى السلام بخلاف العمليات، فقد اختلطت بألوان الصراع.
قلت: فهل سنزور هذه الأقسام جميعا.
قال: لا مناص لنا من ذلك.. وسيكون مرشدك فيها المدير الذي رأيته..
قلت: فهل هو كإخوانه نقطة تحت الباء.
قال: لن يصل أحد إلى بحار السلام حتى يتضمخ بمسك النقطة التي تحت الباء.
قلت: فمتى نلتقي؟