قال آخر: أجل.. ففي
عهد البابليين وضعت قوانين صارمه لمزاولة مهنة الطب، وتشددوا في محاسبة الأطباء
على أخطائهم، وقد تضمن قانون حمورابي القواعد المشددة لمحاسبة الأطباء حيث نصت
المادة 128منه على ما يلي:(إذا عالج الطبيب رجلا حراً من جرح خطير بمشرط من
البرونز، وتسبب بذلك في موت الرجل، أو اذا فتح خراجا في عينه، وتسبب بذلك في فقد
عينه، تقطع يداه)
قال آخر: وقد أمر
الاسكندر الأكبر بصلب الطبيب جلوكيس في الاسكندرية لإهماله في علاج مريض مما تسبب
في وفاته.
قال آخر: وفى عهد
الرومان لم تكن هناك نصوص خاصة بالمهنة الطبية مما دعا إلى تطبيق القانون العام
على الأطباء، وكانوا يعتبرون الجهل وعدم المهارة خطأ موجباً للتعويض، وكان الطبيب
يعتبر مسئولا عن التعويض اذا لم يبد دراية كافية في إجراء عملية أو أعطاء دواء
ترتب عليه موت المريض، وكان العقاب يختلف بحسب المركز الاجتماعي للطبيب، فإذا كان
من طبقة وضيعة أعدم، أما اذا كان من طبقة راقية نفي في جزيرة!
قال آخر: وفي العصور
الوسطى في أوروبا اذا مات المريض بسبب عدم عناية الطبيب أو جهله يسلم الطبيب إلى
أسرة المريض ويترك لها الخيار بين قتله أو اتخاذه رقيقا.
قال آخر: وكانت
محاكم بيت المقدس تحكم في عهد الصليبيين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر
الميلاديين بأن الطبيب مسئول عن جميع أخطائه، فإذا تسبب بجهله في وفاة رقيق، وجب
عليه أن يدفع ثمنه لسيدة، ويترك المدينة، وان كان المجنى عليه رجلا ًحراً، وكانت
المسألة تتعلق بجرح بسيط أو سوء العناية بما لم يترتب عليه موت المريض قطعت يد
الطبيب، ويشنق الطبيب إذا مات المريض.