قال أحدهم: أول ما
يجب تعليمه النظام الحياتي الذي ينبغي أن يسير عليه في حياته من أكل وشرب ونوم،
وما يتطلبه مرضه من تصرفات.
قالوا: ولكن ذلك قد
يجعل المريض مدرسا أكثر منه طبيبا.. ومن العامة من يثقل فهمه.
قال: إن نظم الحمية
المتبعة مع الأمراض المختلفة محدودة.. فلذلك من الممكن تسجيلها على أوراق مطبوعة
تسلم للمرضى، كما تسلم الوصفة، ليتولى أهلهم شرح ذلك لهم.
قالوا: هذه فكرة
جيدة.. وهي تكفي هذا الجانب.
قال آخر: ومن العلوم
التي أرى على الطبيب تعليمها المريض ما يتعلق بمرضه من الناحية الجسمية، كأن يعرف
الأعضاء التي يرتبط بها مرضه، ومثلها الأجهزة، ومن اليسير طبع أوراق خاصة بذلك
أيضا.. فالأمراض المنتشرة بين العامة في عمومها محدودة.
قال آخر: ونرى أن
يعلموا كيفية تناول الدواء.. فهناك أخطاء كثيرة في هذا الجانب.
قال آخر: ونرى أن
تذكر لهم مضاعفات الأدوية ليحترزوا منها.
قال آخر: ونرى أن
نبين لهم نوع تأثير الأدوية.. هل هي من المسكنات، أم من المعالجات..
قال آخر: ونرى أن
يذكر لهم كون المرض معديا أو غير معد حتى يطبقوا ما أمرنا به رسول الله a من سنن التعامل مع الأوبئة.
قال آخر: أرى أن
تكليف الطبيب بكل ذلك قد يرهقه.. فلماذا لا نقترح تأسيس عيادات خاصة بتثقيف
المرضى.. ألم تنشأ الصيدليات لخدمة توزيع الدواء.. فلتنشأ عيادات خاصة تهتم بتثقيف
المريض.. أو قد يرجع إليها إذا طلب الاستشارة!؟
قالوا: فكرة جيدة..
ولكن كيف تطبق؟
قال: تطبيقها سهل..
فالطبيب يكتب لهذه الجهة نوع المرض.. وهم يتولون شرح ما