دخلت مع المعلم إلى القسم الأول من أقسام أدوية الأرض، فرأيت على
بابه لافتة كتب عليها قوله تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ
مِنْهُ ﴾ (الكهف:19)
ورأيت داخلها ما ملأني بالعجب.. لقد رأيت أجهزة كثيرة، منها القديم
الموغل في القدم، ومنها الحديث الذي رأيت مثله بين قومي، ومنها ما لا أحسب إلا أنه
من اختراعات أهل مدائن السلام.
سألت المعلم عن سر الآية، وسر ما يوجد في هذا القسم من ألوان الآلات،
فقال: هذا هو مخبر المطاعم.. ليس لأهله من هم سوى البحث عن أسرار الشفاء التي ملأ
الله بها أقوات الأرض.
قلت: والآية؟
قال: إن الهدف من البحث في أسرار الشفاء في الأغذية هو الوصول إلى
هذا الغذاء الذي طلبه أهل الكهف.. فإنهم طلبوا أزكى طعام.. وكل من تراه من الخبراء
في هذا القسم يجهد نفسه للوصول إلى هذا النوع من الغذاء.
قلت: أكل هؤلاء يؤمنون بتأثير الغذاء في الشفاء.. فإن من قومي من لا
يؤمن بالشفاء إلا في الأقراص والحقن؟
قال: أجل.. واسأل من شئت منهم.. فسيجيبك.. فهم كأدواتهم.. منهم
الموغل في القدم.. ومنهم من لم تره بعد.
قلت: أهم يمثلون المطاعم التي يمتلئ بها هذا القسم؟
قال: أجل.. فأنواع الأغذية التي يأكلها المرضى الوافدون إلى مطاعم
الشفاء تطبخ هنا..