قال أحدهم: بقيت
مسألة الاستمرار في العلاج من مرض ميئوس منه، هل يجب على الطبيب والمريض الاستمرار
في العلاج، أم يجوز قطع العلاج في حال اليأس؟.. مع العلم أن قطع العلاج يؤدي لا
محالة إلى الموت.
قال آخر: أرى أن
المقصد من العلاج هو حصول الشفاء أو تسكين الألم.. فإن لم يتحقق أحد الغرضين.. فلا
جدوى من العلاج.
قالوا: ما تقصد؟
قال: أي أن هذا
الشخص إن كان يستعمل الدواء ليبقي بصيص الحياة.. ولكنه يظل ـ مع ذلك ـ يعاني، فأرى
أنه لا حرج في وقف العلاج.
قالوا: هذه مسألة
خطيرة لا يمكن البت فيها إلا بفتوى الفقهاء.
قال: أظن أن هناك
نصوصا وردت عن الكثير من الصالحين في هذا، وهي تدل على عدم لجوئهم إلى الطبيب إذا
يئسوا من الشفاء.. وهي تدل على أن القصد هو الشفاء أو تسكين الألم مع الاستمرار في
الحياة..
قال آخر: لقد قرأت
نصوصا كثيرة عن هذا.. منها أنه لما مرض
عبد اللَّه بن مسعود قيل له: ألا نأمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني[1].
قال آخر: ومن جهة
أخرى، فإن هذا المريض سيجعل نفسه وأهله في معاناة مستمرة.. وأعرف أن بعضهم ـ
وكانوا فقراء محدودي الحال ـ أرسلوا والدتهم لإجراء عملية في الخارج بأموال ضخمة،
وقد كانت عجوزا مسنة، وكان المرض ميئوسا منه.. ولكنها ما إن وصلت، وأجريت لها العملية
حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
[1] قال المنذري:« ذكره رزين
في جامعه، ولم أره في شيء من الأصول، وذكره أبو القاسم الأصبهاني في كتابه بغير
إسناد » الترغيب والترهيب: 2/294.