قال آخر: وفي هذه
السكرات رحمة لا ينبغي أن نتسبب في حرمان المريض منها..
قال آخر: وقد روي في
الحديث عن ابن مسعود قال: دخلت عَلَى النبي a، وهو يوعك فقلت: يا رَسُول اللَّهِ إنك توعك وعكا شديدا،
قال:(أجل إني أوعك كما يوعك رجلان مِنْكم)، قلت:(ذلك أن لك أجرين) قال:(أجل ذلك
كذلك، ما مِنْ مسلم يصيبه أذى: شوكة فما فوقها إلا كفر اللَّه بها سيئاته، وحطت
عَنْه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها)[1]
قال آخر: ما دمنا قد
بتتنا في هذا.. فلنتحدث عن نقطة مهمة اختلف فيها بعض أهل الصراع.
قالوا: وما هي؟
قال: هناك مرضى في
عداد الموتى.. ولكنهم مرتبطون بأجهزة تمدهم بحياة صورية لا معنى لها.. مع العلم أن
تكاليف هذه الأجهزة ضخمة لا يمكن تحملها.. وهي في نفس الوقت تجول دون استفادة
الغير منها.
قالوا: هذه المسألة
مثل التي قبلها.
قال: ولكن ألا يعتبر
وقف الجهاز عن العمل نوعا من قتل المريض!؟
قال أحدهم: لقد تحدث
الفقهاء عن هذا.. ففرقوا بين مجموعة صور للحياة.. فهناك الحياة المستقرة، وهناك
الحياة غير المستقرة.
قال آخر: لقد قرر
بعض الفقهاء المعاصرين[2] على أن الشخص يُعتبر ميتا إذا تبينت فيه إحدى
علامتين:إذا توقف قلبه وتنفسه توقفاً تاماً، وحكم الأطباء بأن هذا التوقف لا رجعة
فيه.. أو إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلا نهائيا، وحكم الأطباء الاختصاصيون
الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه، وأخذ دماغه في التحلل.