قال: لقد نص رسول
الله a على هذا الخلق، فقد ورد في الحديث عن أبي رمثة قال: دخلت مع أبي على رسول الله a فرأى أبي الذي بظهره[1]، فقال:(دعني أعالجه فإني طبيب)، فقال a:( الله الطبيب)[2].. وقد ذكر a علة كون الله
هو الطبيب الحقيقي، فقال:(الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها)
قال آخر: لقد قرأت
نصوصا جميلة لابن الحاج تتعلق بهذا.. إن شئتم قرأتها لكم.
قال آخر: لا حاجة
لأن تقرأها.. فها هو ابن الحاج.. وسيذكرها لكم.
قال ابن الحاج: من
آداب المريض أنه عند مباشرته لمريضه يتعين عليه أن يؤنسه ببشاشة وطلاقة وجه ويهون
عليه ما هو فيه من المرض اقتداء بالسنة المطهرة.. وينبغي للطيب أن يكون أمينا على
أسرار المرضى فلا يطلع إلا إذا علم أن المريض لم يأذن له في ذلك إلا بقصد استجلاب
خواطرالاخوان أومن يتبرك بدعائه.. وينبغي ألا يقعد مع الطبيب غيره لمن هو مباشر
للمريض وعالم بحال مرضه بشرط أن لا يستحى المريض أن يذكر مرضه بحضرته.
ومن آكد ما على
الطيب حين جلوسه عند المريض أن يتأنى عليه بعد سؤاله حتى يخبره المريض بحاله،
ويعيد عليه السؤال لأن المريض ربما تعذر عليه الإخبار بحاله لجهله به أو تأثره
بقوة ألمه.
قلت: أراك تنتقد
كثيرا من أهل عصرك في المدخل.. فهل انتقدت الأطباء؟
قال: كيف لا
أنقدهم.. وكيف أرضى عن منكرهم.. هم لا يمهلون المريض حتى يفرغ من ذكر حاله، بل
عندما يشرع في ذلك فإن الطيب يجيب أو يكتب.. والحال أن المريض لم يفرغ من ذكر
حاله..
قلت: يزعم بعضهم أن
ذلك من قوة المعرفة والحذق وكثرة الدراية بالصناعة.
[1] وهو خاتم النبوة وكان
ناتئاً فظنه سلعة تولدت من الفضلات.
[2] الترمذي والنسائي مختصرا
ومطولا وقال الترمذي: حسن غريب.