قال: لا.. فالعجلة
لغير الطبيب قبيحة لمخالفتها لآداب السنة المطهرة فكيف بها في حالات الطيب..
فيتعين على الطبيب أن يسمع كلام المريض إلى آخره، فلعل آخره ينقض أوله أو بعضه..
ولربما يغلط المريض في ذكر حاله أو يعجز عن التعبيرعنه، فإذا تأنى الطيب وأعاد
عليه السؤال برفق أمن من الغلط.. فإن الغلط في هذا خطر لأن أصل الطب والمقصود منه
هو معرفة المرض، فإذا عرف سلمت مداواته غالبا.
قالوا: وهل هناك
ناحية أخرى تتعلق بالرفق؟
قال: أجل.. ينبغي
للطيب أن لا يقتصر على سؤال المريض وحده، بل يسأل من يخدم المريض إذ ربما يعرف عن
المريض أكثر مما يعرفه هو.
قالوا: هذه ناحية
مهمة.. فقد لا يعرف المريض كيف يعبر عن مرضه.
قال: وينبغي للطيب
أن يعرف حال المريض في حال صحته في مزاجه ومرباه وأقليمه وما أعتاده من الأطعمة
والأدوية، سواء بالسؤال من المريض أو ممن يلوذ به.. وإذا تعذر عليه ذلك فليسأل عن
والدي المريض، ويطبه بمقتضى حالهما.
قالوا: فهل هناك
ناحية أخرى تتعلق بهذا؟
قال: أجل.. ينبغي
للطبيب أن ينظر في حال المريض.. فإن كان مليا أعطاه من الأدوية ما يليق بحاله، وان
كان فقيرا أعطاه ما تصل إليه قدرته من غير كلفة ولا مشقة.
قالوا: فهل هناك
ناحية أخرى تتعلق بهذا؟
قال: أجل.. ينبغي
للطبيب أن يكون الناس عنده على أصناف فصنف يأخذ منه، وصنف لا يأخذ منه، وصنف إذا
وصف لهم شيئا من الأدوية أعطى لهم ما ينفقونه فيه.. فالصنف الأول من له سعة في
دنياه.. والصنف الثاني العلماء والصلحاء المستورون في حال دنياهم، فلا يأخذ منهم
شيئا إلا أن يكون محتاجا.. والصنف الثالث الفقراء الذين لا يقدرون على كفايتهم في
حال الصحة، فهؤلاء يعطيهم ثمن ما يصفه لهم إن كان في سعة.