يسمح لهم بشرب
الخمر بحجة أن بلادهم باردة، فأبى ذلك.. فقد روي أن ديلم الحميري سأل النبي a فقال: يا رسول الله إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا،
وإنا نتخذ من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا، وبرد بلادنا، فقال رسول الله a:(هل يسكر؟)، قال: نعم، قال:(فاجتنبوه) قال: إن الناس غير
تاركيه، قال:(فإن لم يتركوه فقاتلوهم)[1]
قلت: وما موقف العلم
من هذا؟
قال: ألا يكفيك ما
أخبر نبيك a؟
قلت: أنت من قومي..
وتعرف قومي..
قال: لقد جاء الطب
الحديث بعد هذه الحادثة بألف وأربعمائة عام ليخبر بأن ذلك الدفء ليس إلا وهما.. فالخمر
توسع الأوعية الدموية، وخاصة تلك التي تحت الجلد، فيشعر المرء بالدفء الكاذب، كما
يحصل في أعياد الميلاد في أوروبا وأمريكا حيث يسكر كثير من الناس، ويبقى بعضهم في
الشوارع والحدائق يتعرضون للبرد القارس، فيموتون من البرد، وهم ينعمون بالإحساس
الكاذب بالدفء.
قلت: من المنافع
التي يعتقدها قومي تأثيرها الصحي على مرضى القلب، وقد سمعت من يقول:(من أصابته
أزمة قلبية، وكاد يموت فعلم أنه لو أخبره الطبيب بأنه لا يجد ما يدفع به الخطر سوى
شرب مقدار معين من الخمر، فإنه يجوز له شربه)
قال: هذا خطأ فاحش،
بل هو وهم قاتل.. فإن الخمر لا توسع الشرايين التاجية المغذية للقلب، كما كان
موهوما من قبل، وإنما تضيقها.
قلت: كيف ذلك.. هذا
من المعلوم عند العامة بالضرورة؟
قال: ومتى يؤخذ
العلم عن العامة!؟.. إن الخمر تسبب في ترسيب الدهنيات