قال: إن الأبحاث
الطبية الحديثة تتجه إلى هذا.. فقد رأوا اختلاف تأثير الدواء الواحد في المجتمعات
المختلفة، فبينما يؤثر الدواء في مجتمع بعينه بطريقة خاصة، يختلف ذلك التأثير ولو
يسيرا في مجتمع آخر.. بل إن تأثير الدواء يختلف من شخص إلى آخر.
وقد ذكروا لذلك
عوامل عديدة.. والعامل النفسي أحدها، فإن تلقى المريض الدواء بالقبول واعتقد
منفعته حصل له، ولو نوع شفاء، وإن كان تلقيه له بسوء الظن فيه، واعتقاد مضرته، لم
يحصل له نوع شفاء بل ربما حصل له نوع ضرر.
أما تأثير الدواء
الخبيث أو المأكل أو المشرب الخبيث في النسل فهو باب جديد من أبواب الطب.. وقد كثر
الكلام فيه بعد اكتشاف عقار الثاليدوميد (Thaludomude)، وهو عقار مهديء خال من
المضاعفات، فلما أعطى للحوامل تشوهت الأجنة، وخرج الأطفال بدون أطراف.
وثارت قضايا أمام
المحاكم في أوروبا، وخاصة في ألمانيا، حيث اكتشفت هذا الدواء، وسحب الدواء، ولكن
الشركة التي أنتجته أفلست لفرط ما دفعت من غرامات وتعويضات.
قلت: فما ترى من
تفسير لذلك؟
قال: إن الأغذية
والأشربة تتحول بعد الهضم والامتصاص إما إلى طاقة تحرك الجسم ووقود للعقل والقلب،
أو إلى مواد لبناء الأنسجة وإبدال التالف منها بجديد صالح.
قلت: أعلم هذا.. وقد
رأيت تفاصيله في حصون العافية.
قال: ونحن نعرف الآن
أن المواد النشوية والدهنية تتحول إلى طاقة بينما تتحول المواد البروتينية إلى
خلايا وأنسجة، ويقع ذلك ضمن عمليات كيماوية معقدة فدورة كريب (Krebs cyde) مثلا هي
مجموعة من العمليات الكيماوية البالغة التعقيد التي تحول سكر الدم في ميتوكوندريا
الخلايا إلى طاقة مخزونة عبر ما يقرب من أربعين عملية كيماوية.
وتتحول ضمن دورة
كريب وخارجها مجموعة من الأحماض الأمينية الهامة لبناء