responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24

قال: لعلك قرأت (طب الفقراء)، وقد استوحي ابن الجزار القيرواني منه كتابه:(طب الفقراء والمساكين)؟

قلت: لم أقرأ هذه الكتب جميعا.. ولست طبيا.. إنما أنا مجرد تلميذ في مدرسة السلام الابتدائية.

قال: ما دمت قد عرفت قدرك، فاسمع مني.

قلت: كلي آذان صاغية.

قال بنبرة حزينة: لما رأيت كثيرا من الفقراء والمساكين يعجزون عن أن ينالوا منافع الكتب لفقرهم، رأيت أن أعتمد في شفاء المرضى على الأطعمة والأشربة.. ليس هذا كتابي الوحيد لقد ألفت كتبا في الأدوية المفردة، وكتبا في الأدوية المركبة وغيرها من فنون الطب.. ولكن الكثير منها ضاع للأسف..

قلت: فالهدف إذن من العلاج بالغذاء هو تسلية الفقراء فقط.

قال: لا.. نحن لا نكذب عليهم، بل نعالجهم بالغذاء، كما نعالج الأغنياء[1].


[1] ذكر بعضهم أن من الأسباب التي عزفت بالأطباء عن وصف العقاقير هو الشفقة على المرضى الفقراء وذكر حجة لذلك أن الأطباء كانوا يتقاضون أجورا باهظة من الأغنياء والأمراء، وكانوا يصفون أدوية مركبة ومستوردة من الهند والصين وبلاد نائية.

وقد ذكر المؤرخون هذه الأجور وتباهى بها أمثال ابن سينا حين قال عندما اتصل به أبو عبيد الجورجاني:

لما عظمت فليس مصر واسعي لما غلا ثمني عدت المشتري

ولاشك، في أن بعض الأطباء حرصوا على جمع المال بشتى الطرق، وهذا عام في كل العصور، ولكن الكثيرين اشتهروا بكرم خلقهم وبرحمتهم بالمرضى ووضعوا لمهنتهم مثلا عليا مثال ذلك ما قاله الرازي:« ينبغي أن تكون حالة الطبيب معتدلة، لا مقبلا على الدنيا كلية ولا معرضا عن الآخرة كلية، فيكون بين الرغبة والرهبة »

وقد ورد عنه أنه كان كريما متفضلا، بارا بالناس، حسن الرأفة بالفقراء والأعلاء حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة، وأنه كان رؤوفا بالمرضى مجتهدا في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه.

وروى علي بن رضوان في سيرته الذاتية:« وأجتهد في حال تصرفي في التواضع والمداراة وغيث الملهوف، وكشف كربة المكروب وإسعاف المحتاج، وأجعل قصدي في ذلك الالتذاذ بالأفعال والانفعالات الجميلة »

نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست