responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 23

قلت: أعرفك.. ولكن قومي يعتبرونك وأمثالك أقرب إلى الفلسفة منكم إلى الطب.. وبالفعل فطبكم لا يختلف كثيرا عن الفلسفة.

قال: ومن قال ذلك؟.. لقد مارست الطب في أكثر المستشفيات ودرسته، وتركت فيه تراثا عريضا.. ألم يبلغكم؟

قلت: ولكن ....!؟

قاطعني، وقال: ألم تسمع قولي في كتاب (المرشد أو الفصول):(ليس يكفي في أحكام صناعة الطب قراءة كتبها، بل يحتاج مع ذلك إلى مزاولة المرضى، إلا أن من قرأ الكتب ثم زاول المرضى يستفيد من قبل التجربة كثيرا، ومن زاول المرضى من غير أن يقرأ الكتب، يفوته ويذهب عنه دلائل كثيرة، ولا يشعر بها البتة. ولا يمكن أن يلحق بها في مقدار عمره، ولو كان أكثر الناس مزاولة للمرضى ما يلحقه قارىء الكتب مع ادنى مزاولة، فيكون كما قال الله عز وجل: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾(يوسف:105)

قلت: فهل كنت تعتمد على الغذاء في علاجك؟

قال: أجل.. ألم تسمع قولي:(إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة)؟

قلت: لا..

قال: ما أعظم تقصيرك.. كيف أذن لك في دخول هذا القسم، وأنت بهذا الجهل؟

قلت: اعذرني، فإني من جيل آخر.. جيل ينكر الكثير مما ترونه.

قال: كيف هذا؟.. أيرمون بالغيب؟.. لقد كنت أعالج المرضى بالغذاء فيهبون معافين بلا علة ولا ضرر، ألم تقرأ كتابي (من لا يحضره الطبيب)؟

قلت: لا..

نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست