قال: أجل.. لقد
جربنا هذه الأدوية على المرضى الذين كانوا يعانون من حالات لها نفس أعراض الأدوية هذه..
وقد كانت النتائج ممتازة، حتى أنهم استطاعوا شفاء من كانت حالاتهم ميئوساً منها..
بل إن الشفاء يتم أحيانا بجرعة واحدة فقط.
قلت: فما أطلقتم على
هذا النوع من العلاج؟
قال: لقد أطلق
الدكتور هانمان على هذا الطب الجديد اسم الهوميوباثي[1] اشتقاقا من الكلمتين اليونانيتين (OMEOS) أي
مشابه، و(PATHOS) أي معاناة.. أي أن المادة التي يجب أن تعالج المريض في حالة
معينة وتشفيه هي التي تنتج نفس المعاناة لدى الشخص السليم لو تناولها.
قلت: إن هذه الفكرة
تشبه ما نعرفه من التطعيم ضد الأمراض السارية.
قال: أجل.. ولكن مع
فارق مهم وخطير.. وهو أن التطعيم إجراء وقائي قبل الإصابة بالمرض، أما في
الهوميوباثي فهو علاج لحالة مرضية موجودة، ولكل الحالات بلا استثناء.
قلت: فهل خرج صاحبك
بهذا النوع من العلاج إلى الناس، أم أنه خاف أن يرموه بالحجارة؟
قال: لا.. لقد ظهر
كتاب لهانمان في عام1810 م، وقد أحدث ضجة في الأوساط الطبية لاشتماله على نظام
علاجي جديد كلياً وجذرياً وهو الهوميوباثي، واسم الكتاب (ORGANONN OF THE ART OF
HEALING).
وقد وضع فيه القانون
والمبادئ التي يقوم على أساسها هذا العلم، والتي كانت حصيلة
[1] الهوميوباثي Homeopathy: طريقة علاجية تعتمد على إعطاء المريض دواء محضراً بأسلوب خاص،
بحيث أن هذا الدواء لو أعطي إلى السليم بجرعات عالية فإنه يسبب عنده نفس الأعراض
المرضية الظاهرة عند المريض.