المريض نظرة كلية،
فعن طريقها، وعن طريقها فقط، يمكن القضاء على المرض.. فليس هناك شيء اسمه مرض عضو
معين، وليس صحيحا أن نقول بأن المعدة مصابة بالمرض الفلاني.. ولكن الصحيح أن نقول
بأن الشخص مريض، وأن الأعراض المرضية ظهرت في معدته، أو أن المعدة هي أكثر جزء
متأثر بالمرض.
قلت: فما الفرق بين
القولين.. فسواء قلنا إن المعدة مريضة أو عليها عرض المرض.. فإن الأمر ليس سوى
خلاف عبارات وألفاظ.
قال: لا.. الأمر
أخطر من ذلك بكثير.. ولهذا لما كان الإنسان يعالج المرض، منذ عصور بإسكات أعراض
المرض فقط، فقد سبب ذلك ضعفا يتضاعف شيئاً فشيئا على مر الأجيال، وبدأ الأطفال
بوراثة حساسيات معينة في أعضاء معينة من كل من الأب والأم مما ينتج عطباً في
الطفل، إما هو نسخة من الذي كان عند أحد الأبوين أو من مجموع ما كان عند الاثنين
معاً.
قلت: أريد الفرق
العملي بين الأمرين فإني لا أكاد أفهمه.
قال: إن النظرة
الهوميوباثية للمريض نظرة كلية، وبالتالي فإن العلاج لا بد وأن يكون ناظراً إلى
المريض كجسم مريض وليس كمرض معين، أي يجب أن يكون العلاج علاجاً للمريض ككل، وليس
لذلك العضو الذي تبدو عليه آثار المرض، ذلك لأنّ الأعراض ليست إلا ردود فعل الجسم
ومحاولته التخلص من التأثيرات المضرة التي ليست إلا تعبيرات مادية عن اختلالات
سبقتها على المستوى الديناميكي الكهرومغناطيسي.
قلت: عرفت هذا..
وأريد التأثير العملي.. أو الدواء.
قال: الفكرة في
الدواء تنطلق من هذا، وهي أن يعطى المريض دواءاً كان قد ثبت بالتجربة أنه يسبب
للسليم أعراضاً مشابهة لتلك التي عند المريض.
قلت: ما الغرض من
هذا الدواء.. ومن إعطائه بهذا الشكل؟