قال أبقراط: ألم أقل لك: إن كل من تراه من تلاميذي.. لقد وضعت للغذاء
مؤلفا خاصا أوضحت فيه خصائص الأطعمة طعاما طعاما، وأدخلت فكرة التدبير بالغذاء في
كل مؤلفاتتي حتى التي تعني بالكسور.
ولكني مع ذلك، أثبت صعوبة تناول هذا الموضوع بدقة تامة، فمن المستحيل
وضع قوانين محددة لهذا، نظرا للتباين بين أمزجة الناس والأعمار والبلاد والأجواء
واختلاف تركيب العينات المختلفة من الطعام الواحد.
قلت: لقد كنت من الإغريق.. فهل كان لقومك من الاهتمام بالعلاج
بالغذاء مثل ما اهتم المسلمون؟
قال أبقراط: أجل.. ومع ذلك.. فلا يمكن تصور الدور الذي أعاره الطب
الإغريقي للطعام المناسب، فقد اعتبر الغذاء العنصر الوحيد الذي يدخل المرض إلى
الجسم.
قلت: لم.. فهناك أسباب أخرى.
قال أبقراط: ولكن الطعام هو العنصر الوحيد الذي يرد على البدن من
الخارج ويتشبه به.