لا أراه، ويقول:(ابتعدي
أيتها القطة المؤذية.. وإلا سلطت عليك كراتي البيضاء.. إن أنيابك الحادة لا
تخيفني.. وإن مخالبك أوهى من بيت العنكبوت)
دعكت عيني بيدي
محاولا رؤية هذه القطة التي يخاطبها.. لكني لم أجد شيئا.. لم أتسرع بلوم الرجل،
فقد عرفت عواقب التسرع.. بل أرجعت اللوم على نفسي، واتهمت عيني.. ثم قصدت الرجل
قائلا: إنها قطة مؤذية.. فسلط عليها كراتك البيضاء.
قال: هل ترى القطة؟
حاولت التخلص قائلا:
أنا أرى أشياء كثيرة.. والقطط من الأشياء التي يسهل لعيني رؤيتها.
قال: لا.. لا أقصد
القطط العادية.. أقصد قطتي.
قلت: كل القطط
عادية.. هي تختلف في ألوانها.. وفي أصوات موائها، ولكنها تبقى دائما قططا.
قال: لم تجبني عن
سؤالي.
قلت: إن شئت
الصراحة، فإني لا أرى قطة، ولا كرات بيضاء.. ولكني اتهمت عيني وصدقتك.
قال: فهلا أردت
رؤيتها؟
قلت: وهل يمكن
للإرادة أن تصور لعيني قطة أحادثها وتحادثني؟
قال: الإرادة تأتي
بالمعجزات.
قلت: أخبرني ما الذي
جعلك تستهوي عالم القطط دون غيرها من العوالم.. ألك هواية بجمع القطط؟
قال: لا.. أنا لا
أجمع القطط.. ولا أحب جمعها.. ولكني أصابني مرض أقعدني كما ترى.. فجلست أعالج
نفسي.