ذلك الأطباء
المختصون، فقد يتوقف قلب الشخص توقفاً مؤقتاً ثم يعود إلى النبض، فهنا لابد من
توقف القلب توقفا لا رجعة فيه.
والثاني هو موت
الدماغ بما فيه المراكز الحيوية الهامة جدا والواقعة في جذع الدماغ، فإذا ماتت هذه
المناطق فإن الإنسان يُعد ميتاً، لأن تنفسه بواسطة الآلة (المنفسة) مهما استمر لا
قيمة له، ولا يُعطي الحياة للإنسان. وكذلك استمرار النبض من القلب بل وتدفق الدم
في الشرايين والأوردة (ما عدا الدماغ) لا يُعد علامة على الحياة طالما أن الدماغ
قد توقفت حياته ودورته الدموية توقفاً تاماً لا رجعة فيه.
قلت في نفسي: فيمكن
للإنسان أن يموت، وتبقى الدماء تسري في عروقه تمد أعضاءه بالحياة!؟
التفت إلي، وقال:
أجل.. ذلك صحيح.
قالوا: ما تقصد؟ ما
هو الشيء الصحيح الذي تقره؟
قال: سمعت صدى نفس
بعضكم، وهي تتساءل عن سريان الحياة في الأعضاء بعد وفاة الدماغ.
قالوا: وكائن ذلك؟
قال: أجل.. فقد يفصل
رأس الشخص عن بدنه، فتتوقف الدورة الدموية عن الدماغ، ويموت الدماغ خلال دقائق
معدودة (ثلاث إلى أربع دقائق)، بينما يبقى القلب يضخ الدم لمدة 15 إلى 20 دقيقة،
ويتحرك المذبوح وهو أمر نشاهده عند ذبح الدجاجة أو الخروف، ولكن هذه الحركة ليست
بذاتها دليلا على الحياة، طالما أن الدماغ قد مات.
والأمر ذاته يحدث في
الشنق.. فعندما يشنق الإنسان تتوقف الدورة الدموية من الدماغ بينما يستمر القلب في
الضخ لعدة دقائق قد تبلغ ربع ساعة إلى ثلث ساعة.. وفي هذه الفترة لا شك أن هذا
الشخص قد مات رغم أن قلبه لا يزال ينبض، وذلك لأن الدورة الدموية قد