وفي حديث آخر أن رجلا
جاء إلى النبي a يبايعه على الهجرة، وترك أبويه يبكيان، فقال:(ارجع
إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما)[1]
قال: أرأيت إن لم
يوافق هؤلاء على ذلك؟..ولا أحسبهم يوافقون.
قال المسؤول: يبقى
شيء يمكنك فعله يمتلئ منفعة، ويخلو من أي مضرة، ولا يحتاج إلى أي استئذان.
قال: فما هو.. بشرني
بشرك الله بكل خير؟
قال المسؤول: في
المكتب المجاور يسجل كل من يريد أن يتبرع بأعضائه بعد وفاته.
قال: وهل يمكن أن
ينتفع بالأعضاء بعد وفاة صاحبها؟
قال المسؤول: هناك
بعض الأعضاء ينتفع بها.. وتحت شروط سيخبرك عنها أصحاب المكتب الذي تسجل فيه.
أسرع الرجل بخطاه
إلى المكتب، وهو يحث خطاه، وكأنه يخاف على شيء أن يضيع منه، تبعته إلى المكتب،
فرأيت جمعا كبيرا من الناس كلهم يود مثلما يود، فترتبت معهم في الصف، وأخذت أسمع
لما يقولون.
قال أحدهم: ما هي
شروط الانتفاع بأجسادنا بعد وفاتنا؟
قال: أن تبقى
أعضاؤكم سليمة.. فلا يمكن لميت فسدت أعضاؤه أن يستفيد أحد منها.
قال آخر: فكيف يمكن
ذلك؟
قال: بأن تستأصل
الأعضاء فور الوفاة.
قالوا: أي وفاة؟..
فقد سمعنا أن الوفاة أنواع.
قال الطبب: الموت
يتحقق بأحد أمرين: إما بتوقف القلب توقفا لا رجعة فيه، ويقرر