دقق في عيني، وقال:
أما أهل السلام، فلم يعد لهم هذا المرض مشكلة، فقد اتبعوا من الهدي، والتزموا من
البركات ما حفظوا به أجسامهم..
قلت في نفسي: أريد
الحديث عنا.. نحن الذين لا نزال نرزح تحت نيران الصراع.
دقق في عيني جيدا،
وكأنه يقرأ شيئا مكتوبا، وقال: إن تجربة طبية صغيرة أجريت في شتاء 2003 بالولايات
المتحدة الأمريكية جددت الأمل في معالجة مبتكرة لمرض الفشل الكلوي الحادّ، فقد نجا
6 من المرضى من أصل 10 على الرغم من أن احتمالات نجاتهم من الموت لم تتخط نسبة 20
بالمائة.
تساءلت في نفسي عن
سر هذا الأمل، فقال: هذا الأمل الجديد كان على هيئة خرطوش بلاستيكي.
قلت في نفسي: فما
الخرطوش؟
قال: الخرطوش: ترجمة
لكلمتي Cartouche أو Cartridge، وهي
دلالة على إناء يحتوي سائل أو قذائف، ويشبه هذا الخرطوش الكلية الصناعية، ويتكون
من مليار خلية كلوية حية من خلايا الكلى الإنسانية الموزعة داخل 4 آلاف ليفة
بلاستيكية مجوفة نصف شفافة، وسمي هذا الخرطوش البلاستيكي بالكلية الأحيائية
الصناعية bioartificial kidney. وتقوم بتنقية الدم من المواد الضارة
وتنتج مواد مهمة في مقاومة المرضى، وعلاج الفشل الكلوي الحاد.
وطوّر هذه الكلية
الجديدة فريق من العلماء بعد أبحاث استمرت لعقد من الزمن. ويجري حاليًا تطوير
مشروع لإنتاج الكلى الاصطناعية الجديدة تحت اسم (كلية في خرطوشة)
سرت قليلا،
فاستوقفني آخر، يحمل كبدا صناعية، فقال: هذه كبد حيوية صناعية.
قلت في نفسي: ما
شأنها؟
قال: قد تتعرض الكبد
لكثير من الأمراض التي تؤدي إلى تليفها، وبالتالي فشلها وعدم