قال الثاني: لقد ذهبت
إلى رحمة الله.. وأنا أحمل لها حبا عظيما.. وخيالي يختزن لها ذكريات رائعة.
قال الأول: فكيف
كانت؟
قال الثاني: لقد
كانت ممتلئة وقارا وهيبة.. وقد كان خمارها الأبيض يضفي عليها من الهيبة ما يجعلها
ملاكا من ملائكة الجمال.
قال الأول: فهل كان
بوجهها تجاعيد؟
قال الثاني: أجل..
كثيرة.. ولكني لم أكن أراها تجاعيد.. بل كنت أراها سواقي ممتلئة حنانا ورحمة.
قال الأول: أرأيت لو
أن جدتك غرر بها بعضهم.. فحول وجهها إلى شابة تزاحم زوجتك جمالها.
قال الثاني: لا.. لا
تقل هذا.. لا تشوه صورة جدتي الجميلة.
قال الأول: أرأيت..
فقد جعل الله في كل مرحلة من مراحل الحياة جمالها الخاص بها.. ومن العبث تغيير
المراحل التي خلقنا الله عليها.. إننا لن نزيد أنفسنا إلا عذابا.
قال الثاني: أنا
مقتنع بهذا.. فليس للشيخ ولا للعجوز أن يغير خلق الله.. ولكن الشاب والشابة.
قال الأول: لقد خلق
الله لكل إنسان جماله الخاص به.. ومن الخطأ الكبير أن نتصور الجمال شيئا واحدا
وصورة واحدة.. فما يزين شخصا قد يشين آخر..
قال الثاني: فلمن
نرجع في تقدير الجمال؟
قال الأول: للبارئ
المصور.. فالله الذي خلق الخلق هو الذي صورهم.