قال: سم ذلك بما
تشاء.. المهم أننا عرفنا هذه العناصر الأربعة واستقرأنا تأثيرها، فوجدناه صحيحا.
قلت: ثم ماذا؟
قال: لقد وجدنا أن
كيفيات هذه العناصر أربع، اثنتان تقابل اثنتين.
قلت: هذا واضح..
فالحرارة تقابل البرودة، والرطوبة تقابل اليبس.
قال: وقد رأينا أن
هذه الكيفيات تمتزج بنسب مختلفة في الكائنات، وتستقر على تعادل أو تغالب، وإذا
استقرت سميت حصيلتها المزاج.
قلت: فهمت هذا..
ولكن المزاج قد يختلط مع غيره.
قال: ولذلك قسمنا
المزاج إلى نوعين: مزاج أول عن العناصر، كل بكيفيته، ومزاج ثان جديد يحدث عن التمازج،
وهو ما تطلقون عليه التركيب الكيماوى، وهو يختلف عن المزاج الأول.
قلت: فهمت كل هذا..
وكل ما ذكرته مرتبط بقوى العناصر، فكيف تؤثر هذه القوى في البدن؟
قال: لقد رأينا أن
جسم الإنسان لا يختلف عن الغذاء والدواء.
قلت: كيف ذلك؟.. وهل
الإنسان غذاء أو دواء؟
قال: هو مادة كمادة
الغذاء والدواء، فلذلك يتكون من أربعة أركان، وهي التي تحولت إلى الأخلاط الأربعة.
قلت: أسمع كثيرا
بهذا، فماذا تقصدون به؟
قال: يتكون جسم
الإنسان من أربعة أخلاط هي: الدم والبلغم والصفراء والسوداء، وهي التي تحدد صحة
المرء ومزاجه.