قال: لقد لاحظ هذا ـ
بادئ الأمر ـ أستاذنا أبقراط على أساس الملاحظة العينية للدم.. فقد حلله إلى أربعة
ألوان: الأحمر والأصفر والأسود، ثم طورنا ما قاله بحيث فسرنا كافة الأمراض من خلال
نظرية الخلل في التوازن بين الأخلاط الأربعة.
قلت: فهمت هذا، فما
علاقته بعناصر الكون الأربعة؟
قال: كل واحد من
الأخلاط الأربعة التي ذكرناها له طبيعتان، فالدم ساخن وجاف مثل النار، والبلغم
بارد ورطب مثل الماء، والصفراء باردة ورطبة مثل الهواء، والسوداء باردة وجافة مثل
الأرض.
قلت: فما علاقة هذا
بالصحة؟.. ثم ما علاقة ذلك بالتغذية؟
قال: هي علاقة
عظيمة.. لأن الدور الأساسي للغذاء الصحي هو حفظ التوازن بين المتضادات.. فعندما
تكون الأخلاط طبيعية في الكمية والجودة يتمتع الإنسان بصحة جيدة.. ولكن إذا حدث
اضطراب في الأخلاط، فيمكن أن يسقط على البعض الآخر.. وهنا يحدث المرض.
قلت: فكيف تعرفون
اختلاط الأخلاط.. ولم تكن لديكم وسائل التحليل؟
قال: نعرف اضطراب
الأخلاط عن طريق الاضطراب في البول أو البراز وغيرهما.
قلت: فما مهمة
الطبيب عندما تختلط الأخلاط؟
قال: توجيه العلاج
لمساعدة قوة الشفاء الداخلية على العمل وتجنب ما يمكن أن يثيرها.
قلت: فما وسيلته إلى
ذلك؟
قال: اتباع نظام
معين في الغذاء والحياة.. مع الاستعانة ببعض العقاقير.
قلت: فكيف تفرقون
بين الأغذية والأدوية.. وكلها قد تحتوي ما ذكرتم من العناصر؟
قال: هناك مراتب
لذلك.. فأقل المراتب هو الغذاء المجرد، ثم يليه الغذاء الدوائي، ثم